Tuesday, September 09, 2008

ثرثرة على جدار الليل,,,

ثرثرة على جدار الليل,,,
من كتاب عندما يضحك البحر
ثياب الضوء معلقة !
و ساعتى الموضوعة جانبى تدل على ان ميقات الحزن قد حان ، و طقوس الحنين لم يبقى منها سوى أن يخفت النور و أستدعى اغترابى ,
افتقد ظلى فلا أجد سواك ظلا لقلبى ,
غريب ايها الليل تقاسمنى انينى ، كما تقاسمهم اصوات شخيرهم تؤرق اناسا هنا ، و تربت على اجساد هناك ,
الحزن اكثر جنود الليل وفاءا ، و الصمت صاحب لا يمل من ارهاق رؤوسنا بمزيد من هذا الصداع !
كوب من الشاى فى هذه الساعة كفيل بمنحى سعادة بالغة و لا أدرى ما علاقة الشاى بالسعادة ؟!
أم انه وسيلة اخرى للتحايل على الحزن الذى يغلف مثل هذه الليلة الباردة ؟
اكتشفت و انا احضر الشاى ان المطر اكذوبة الشعراء الكبرى يبللون به جفاف افكارهم ، و يثرثرون به كى يضيفوا مذيدا من الصفحات كما يثرثر هذا المطر على رصيف الشارع بجانبى و يضيف الى اسباب صداعى اسباب ادبية اخرى !
تماما كما تغنوا للقمر ووصفوه بالرقة بينما هو قطعة من الحجر
و كادوا ان يحرقونا بضوئه بينما هو معتم تماما كليلة بدون قمر !
لو قابلت احد هؤلاء الادباء الآن لرجمته بقطعه من القمر ، او اخرجت له لسانى كما كنت افعل للمطر !
صفحتان و ينتهى دفترى ، و ما اقبح الليل بدون ورقة و قلم و قدم هناك مهما بالغت فى تدثيرها فهى باردة !
و لكن بما انى حزين هذه الليلة ، و قد خالفت الأدباء فكيف اكتب ,,, و لمن ؟
فقد تخليت عن الوفاء الادبى للقمر و المطر ولا اجد مبررات واقعيه لسبب حزنى كى اكتب عنها ,,
اذا ساكتب عن الشاى ,,
ففى نكهته الف جلاد للصداع ، ورشيفات قليلة منه تجعلك تطلق العديد من آهات الارتياح !
ساكتب مثلا قصيدة غزلية عن نصفه الممتلىء !
او قصيدة فاضحة و انا اجرده مما هو فيه
او اخدش حيائكم و اكسره كى ارتاح,
و لكن فكرة الكتابة لكوب شاى لا اعتبرها ناجحة كفكرة تقديمه لاحدهم ,,
اذا ساكتب عن حبيبتى
و لكنى سأضطر ان اذكر القمر و اقول انها اجمل منه بكثير او اخبارها بانها تمنحنى سعادة بالغة اكثر من تلك التى يمنحنى اياها كوب الشاى ,
ولكن ايضا فكرة الكتابة عن حبيبتى لم ترق لى و خصوصا اننى اخبرتها منذ قليل ان تنام
لا استطيع ان اكتب هنا بينما تشخر هى على الطرف الاخر من سلك التليفون !
ممممممممممممم ,,
اذا ساكتب عن مآسى المسلمين و خيبات العرب التى لا تنتهى ,, و الكلام هنا كثير و يجعلنى انهمك فى الكتابة حتى يغزو النوم عقل رأسى ، و يجعلنى اشترى دفترا اخر فى الصباح و ربما عدة دفاتر كى اسطر بقية همومنا ,
و لكن لحين الانتهاء من الكتابة ستظهر مشاكل اخرى و لن اخرج عملا كاملا عن مآسينا الا اذا كتب و نشر فى ساعته و تاريخه !
و ايضا انا فريد من نوعى و فريد شوقى و اشياء اخرى فريدة زوجة الملك فاروق على ما اعتقد !
لم اكتب عن مآسى المسلمين و اكون نسخة من الجزيرة ، العربية ، الحرة ، ,,, إلخ
من الوكلاء الحصريين لتوصيل مآسينا حتى باب المنزل
ممممممممممم ,,
يبدو اننى ساضطر مؤخرا للكتابة عن فقراء العالم و لكن ماذا ستقدم الكتابة للفقراء ؟
و ماذا سيحدث لو قلت ان العالم ينقسم الى نصفين اغنياء و فقراء ؟
و ان نصفهم لا يدرى عن الاخر شيئا ، و النصف الاخر لن يستفيد من عنصرة موضوعى الى فقراء و اغنياء !
لا يحتاج الامر الكتابة عنه ، يكفى ان تغمض عينيك و تحرك ما يشبه نموذج للكرة الارضية و تختار مكان عشوائى كى تعرف ان هنا فقير فى بلد ما لاول مرة تسمع اسمه ,
و يبدو اننى لست كريما بما يكفى كى اضيع اخر صفحات دفترى فى الكتابة عن الفقراء !
المشاكل كثيرة و القضايا التى استطيع الكتابة عنها اكثر و لكن حان وقت النوم ، بالاضافة انه ليس من المعقول ان اكتب كل ما سبق فى صفحتين فقط !
ايها الليل
قبيح انت بنجومك و قمرك و مطرك و سكونك
بدون حبيبتى !

5 ايه رايك؟؟؟:

Anonymous said...

اقولك بلاش تكتب عن حاجه لان معدش فى حاجه حلوه نكتب عنها هتكتب عن العمارت اللى بتقوع على دماغ سكنها ولا المجالس اللى بتولع بمستنداتها ولا والجبال اللى بتوقع على بيوت اهالينا ولا....ولا....ولا....



سمسمه

دار العين said...

تحياتي لك ونتمنى زيارتك لمدونة دار العين للنشر
عليها
_ جمال الغيطاني : "امبارح راح فين ؟" هو السؤال الذي شغلني منذ الطفولة
_ حديث علاء الأسواني عن مشكلة انفصال المثقف عن الواقع
_ حدوتة من كتاب " المرأة والحدوتة "
http://ainpublish.blogspot.com
........
نرحب بتعليقاتكم واستفساراتكم
سواء عن الكتب الصادرة عنا أو عن سياسة النشر

Anonymous said...

دا كلام كبير اوى احنا مش قد كدة يا عم براحه علينا

بجد فعلا الموضوع جمييل اوى وياارب ديا يا عبدالله وانا فعلا مش عارف اقول اية بالنسبة للكلام ده
مشكوور

Anonymous said...

جميل جدا، لكن من كتاب حديث جانبي: محمد العرفي

Anonymous said...

اه يبقى انا لخبط معلش من كتاب حديث جانبى