Tuesday, July 29, 2008

كوسة سيادته !!

كوسة سيادته !!
بقلم الاستاذ القدير بلال فضل
- يقال ان مباحث امن الدولة قبضت على شابين ترددا على مقهى انترنت فى شبرا الخيمة و تم سماعهما و هما يرددان كلمات " قنبلة ,, صاروخ ,, ديناميت ,, نفسى افرقعهما " ، و بعد التحقيق معهما اتضح انهما كانا داخلين على موقع اباحى ,
- نفى متحدث رسمى باسم وزارة الداخلية قيام قوات الامن باى اعتداء على المتظاهرين من الاخوان المسلمين و قال ان كل ما حدث تم فهمه خطئا هو قيام العساكر و الضباط بتعليم المتظاهرين جدول الضرب ,
- كدت انفجر من الضحك عندما قرأت ان محادثات الرئيس مبارك مع الرئيس الروسى بوتين شملت التعاون فى مجال الفضاء فكل علاقتنا بالفضاء اننا بلد دماغها فاضية ,
- كنت دائما اسخر من فكرة حمل الرجال التى روجت لها بعض افلام هوليود ، حتى حدث فى الاسبوع الماضى ما جعلنى افكر فى تغير موقفى ، صديقى استمع الى خطاب الرئيس مبارك فى عيد العمال و قبلها استمع الى خطاب المولود النبوى ، الاسبوع الماضى بعد مشاهدته لخطاب الرئيس فى جلسة مجلس الشعب فاجئنا ان دخل علينا فى القهوة مترنحا و دائخا و كان هيرجع على القهوجى مرتين ثم قال لنا فجاة ان نفسه فى مشمش ,
- بعد ان قرا ما نشرته الدستور عن مصير رجالات الحكم الحالى فى حالة وصول الاخوان المسلمين للحكم طب و حبيبك سمير رجب هيعمل ايه ساعتها ، قلت له هيحول مؤسسة الجمهورية لمؤسسة الخلافة و مجلة حريتى هتبقى مجلة خمارى و هيطلع عقيدتى جرنان اليوم ,
- وزير الزراعة احمد الليثى اعتمد صنف جديد من الكوسة تم استنباطه فى معهد البحوث الزراعية ، و على عكس ما بدات الدولة بفعله بتسمية اى انجاز قومى باسم الرئيس مبارك ، تمت تسمية صنف الكوسة كافيلى ، ما تفهمش ليه ، مع انهم لو سموا الصنف على اسم الرئيس مبارك اكيد كان هيعيش اكتر
- قرات باهتمام الحوارات التى قام بها الرئيس ابراهيم نافع رئيس تحرير الاهرام والوفد المرافق له فى جمهوريات امريكا اللاتينية و على راسها شيلى التى وصل اليساريون فيها الى السلطة و حققوا اصلاحات اقتصادية و سياسية مذهلة ، دعوت الله فى الهزيع الاخير من الليل من ان يجعل حظنا كحظ تشيلى ، فسمعت صوتا هاتفا فى السحر يقول : مش لما " تشيلى " الميتين دول من هنا ,
- اصبحت الناس فى مصر تشغل دماغها بحاجات غريبة ، قال ايه ازاى الارهابى حسن بشندى الذى فجر نفسه فى الازهر ساب بطاقته فى جيب الارهابى ايهاب يسرى الذى فجر نفسه فوق كوبرى ستة اكتوبر لتربط الداخلية بين الثنين بسهولة ، مع ان الحكاية بسيطة و منطقية ، يعنى اكيد حسن كان واخد مروحة بالقسط من ايهاب و سايب له البطاقة بتاعته اعتروضوا بقى و اسئلوا القسط كان كام ،و المروحة فين الوقتى ، و نوعها ايه ، هل كانت مروحة سقف ولا استاند ، ناس قليلة الامن ,
- القارىء العزيز ابو يحيى يدعى انه لم تحدث اى حوادث ارهابية فى مصر الفترة الماضية و ان حسن البشندى و ايهاب يسرى لم يفجرا نفسيهما و كل الحكاية انهما طقا من الغيظ و لانه مواطن لبط و عديم الريادة يقول لو حد سالنى امال ايه حكاية المسامير اللى لقوها فى مكان الحادث اقول لهم دى من كتر اكل الرغيف المدعم ,
- رئيس تحريرنا الزمالكاوى عيسى زعلان لان الاهلاوية يقولولن انهم 50 مليون ولانه رئيسى فلست على استعداد ان اغضبه و اقول له ولا تزعل نفسك ، فعلا الاهلاوية مش 50 مليون الاهلاوية ستة مليون بلاش ستة مليون ,, كتير برضه ,, خلاص ,, خليهم ستة ,, ستة واحد ,
- ضيق صدر بعض وزراء فى مصر و لجوئهم الدائم لمحاولات حبس الصحفيين و دخولهم مع الصحافة فى عشرات المعارك السياسية والكلامية مع الصحفيين والكتاب و المعارشين يمكن تشخيصه ببساطة فى كون هؤلاء الوزراء بسرعة السب و القذف
- زمان كنت استمتع بالمسلسل الكوميدى " هند و الدكتور نعمان " ,, الان و فى عهد الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد استمتع اكثر بالمسلسل الكوميدى السياسى " وفد و الدكتور نعمان "
- لدى امل ان يقوم جهاز التنسيق الحضارى الذى تبشر به الدولة بخطوات حقيقية لحل عشوائية التى تحكم حياتنا ، و اول ما انتظره من الجهاز هو اعادة طلاء و تجديد واجهة كمال الشاذلى ,
- مع قرار الدكتور مصطفى علوى بوقف السلاسل لاقيمة التى كانت تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة و التى كانت احيانا اهم بكثير من اضرارات مكتبة الاسرة ، تصبح الهيئة اسما على مسمى قصور الثقافة,
- لم اكد افرغ من مسرحية خطاب الرئيس فى عيد العمال حتى داهمتنى مسرحية تعديل الدستور ، افكر بجدية فى تعديل نشاطى لاعمل كناقد مسرحى ,
- س : لماذا خرج 1200 مواطن فقط فى مظاهرة تاييد للرئيس مبارك امام نقابة الصحفيين ؟
ج - عشان البند ماكنش يسمح باكتر من كدة
- اثناء حديث كمال الشاذلى فى مسرحية " المادة اتعدلت " التى عرضها مجلس الشعب بنجاح ساحق الاسبوع الماضى ، احد النواب الجالسين خلفه جاله موبايل فرد عليه و فجاة ابتسم و عمل باى باى باين كان الاولد بيكلموه و بيقولوله يجيب بصل و هو راجع قلت فى عقل بالى كويس انه ما عملش للجنبه قرون
- تملكنى الغيظ عندما قرات تفاصيل فساد السفير المصرى فى فنزويلا الذى يقوم بعلاج كلبه على نفقة الدولة لكن صدقى مصطفى ابو حسين لفت انتباهى الى ملاحظة وجيهة استنبطها من حوار الرئيس مبارك مع المتفاجئ عماد اديب عندما قال له انه كان يتمنى ان يعمل سفيرا عشان يستريح و هو ما يكشف عن حقيقة عمل السفراء المصرين الذين يذهبون الى الخارج لينعموا ب "العيشه الهنيه " و يعالجوا كلابهم على نفقة الدولة اما فى حالة وصولهم الى منصب رئيس الجمهورية فان مرئسيهم لا يحظون حتى فى حظ الكلاب بالعلاج
- نجمة فيديو كليب ابنها ضاع منها فعدت تدور عليه بلهفة و خوف قالولها ما تخافيش ابن الحلال عمره ما يضيع لطمت و قالت لهم راح الولد
- سالنى : انت ليه مش فارق معاك تعين نايب رئيس قلت له : عشان كفاية النايبة الى احنا فيها
-تلقيت صورة تم تركيبها فى منتديات الانترنت التى صارت ساحة المعارضة الاولى و الاكثر فعالية ف مصر الصورة عبارة عن مقبرة وضعت عليها لافتة تقول حتى الاموات فى مصر تبايع الرئيس مبارك مع تحيات امانة الحزب الوطنى فى جهنم
- س لو تركيا انضمت للاتحاد الاوربى ,, مصر هتعمل ايه ؟
ج - هتنضم للاتحاد السكندرى

Friday, July 18, 2008

مزنوق ؟ ,, اعمل حمام !

مزنوق ؟ ,, اعمل حمام !
للكاتب محمد هشام عبيه
كانت الزوجة فى حيرة شديدة من امرها " جوزى جاى من السفر و عاوزة اعمله حاجة جديدة " ـ حقها برضه ـ هنا يظهر ذلك الصوت المجهول لينصحها بـ " تغيير عفش البيت " فتبدو غير مقتنعة لان " ده هياخد وقت طويل " ، يعود الصوت المجهول بعد تفكير ليقول لها بانه فى هذه الحالة لم يعد امامها سوى " تغيير دهانات و الوان حوائط المنزل " ، فلا ينفع هذا الاقتراح ايضا لان الصنايعية غير ملتزمين بمواعيدهم و "جوزى جاى بعد يومين " انت ايه ما بتفهمش ؟!
طب و بعدين ,, مشكلة برضه ,, هنا يعود الصوت هادئاً مطمئناً ليقدم للزوجة الحائرة ـ ينفع اسم فيلم والله ! ـ الحل السحرى " خلاص يبقى الحل فى الشركة ",,,,,,," ,, هتعمل لك حمام سباحة فى يومين بس ! ـ طب يا رب يجيلى سعال ديكى لو كنت بكذب الاعلان بيقول كدة ! ، بل ان الزوجة تتحمس بشدة لهذا الحل الغير مسبوق و تسارع فى تنفيذه حتى يبدو زوجها حين ياتى من السفر سعيدا منبهرا مندهشا مقشعراً منفهشاً ـ ايوة منفهشا! ـ من فرط هذا العمل الرائع الذى انجزته الشركة الفلانية فى زمن قياسى ، و ينتهى الاعلان ـ الذى يذاع بكثافة و الحاح غير طبيعين على اذاعة نجوم اف ام ولا اعرف اذا ما كان يذاع فى التليفزيون ايضا ام لا ـ بفرحة اللقاء بين الحبيبين على ضفاف " البسين " الساحر,
خدت بالك من " الاوبشنات " المتاحة للزوجة من اجل الترحيب بزوجها ـ ركز فى الخيارين الاولين فقط ,, التالت ده لوحده حكاية ! ـ ,, تغير عفش البيت او الوان حوائطه و كان هذا الامر فى سهولة و رخص تغير جلدة الحنفية الى بتنقط او تصليح السيفون الى انكسر ! ، او كان الشعب المصرى لما بيصحى من النوم زهقان و مش لاقى حاجة جديدة يعملها يتصل " بعبد الرحيم عمرو " حتى يغير العفش فى ساعتها لان الشكل القديم مؤثر على نفسويته ! و هو نفس ما يحدث لقطاع كبير منهم حين يفاجأ ذات صباح بان هناك صرصار لعيناً يزحف على الحائط فيخدش الوانه الزاهية و يترك عليها ندوبا تؤثر على حدقة العين و تجعل الرؤية " مزغللة " فلا يجد حلا ـ حفاظاً على عينيه من التشوه اللونى ! ـ سوى الاتصال بخدمة الرقم المختصر لـ " سايبس " و الحقونى يا جماعة بالوان جديدة مش قادر اعيش ,, حياتى جحيم !
اما الخيار الثالث " حمام السباحة " الذى اصبح عليه العين و النية بعد صعوبة تحقيق الخيارين الاولين ـ زنقة الوقت بس مش اكتر ,, مش قلة فلوس يعنى لا سمح الله ـ فهو امر لا يصدقه عقل لانه يفترض وجود عدة اشياء فى حياة المصرين تصنف تحت بند المعجزات ,, فاولاً هناك فيلا و بجابنها هناك حديقة التى بها ارض واسعة المساحة تسمح بان يتم اقتطاع جزأً منها لتحويلها الى " بسين " ,, صحيح ان هناك اتجاها علميا الآن لانشاء حمامت سباحة مغلقة اى داخل الفيلات و الشقق المتسعة و الفنادق الكبرى الا ان الدراسات الحديثة اثبتت ان هذه الحمامت تصيب مستخديمها بالربو بسبب استخدام الكلور بنسبة كبيرة ـ ولان صحتك تهمنا فلا ننصك بها طبعا! ـ دعك من ان الاعلان كان يتحدث عن حمام سباحة مفتوح ,, من تلك النوعية التى تكون موجودة فى حديقة الفيلا المتسعة ,, ايوه زى الى مات فيها كده " خليل بيه " / " سعد اردش " لما زقته " بيسة " / " عايدة رياض " فى مسلسل " المال و البنون " !
ليس هذا فحسب بل ان الاعلان بعد ان يفترض حدوث معجزات الفيلا و الحديقة و الزوجة الطيبة التى تبحث عن شيئ تفاجىء زوجها العائد من السفر البعيد عن القلل القناوى ! ، يفترض ان المعجزة الكبر و هى ان هناك قطاع كبير من المصرين يمتلكون الاموال الزائدة لتأسيس حمام سباحة فى ظرف يومين بل و العوم و البلبطة فيه ايضا بعد دفع هذه النقود بكل سعادة و اريحية و دون ادنى شعور بتأنيب الضمير ـ ده فى ناس لما بيشترو فرخة بيكونوا متقطعين من جواهم و هم بياكلوها صعبان عليهم الفلوس الى دفعوها فيها !
يعنى ببساطة شديدة هذا الاعلان المستفز ـ مشيها مستفز بس عشان الرقابة ـ ينطلق من قناعة مفادها ان " كل المصرين " يعيشون فى راحة و ثراء و رفاهية و نعيم و دعة و بحبوحة ـ ايوة دعة و بحبوحة مع بعض ! ـ لدرجة ان الزوجات اللطيفات يستقبلن ازواجهن القادمين من الخارج ليس بحلة محشى او طبق كشرى وصاية من " ابو طارق " و انما بحمام سباحة !
و بعيد عن اى احقاد طبيقية دعنا نتفق ان هناك مصرين هكذا بالفعل ، هم هؤلاء الذى يقضون الصيف فى " تركيا " و الشتاء فى " بلغاريا " ، ولا يقربون منطقة وسط البلد لانها اصبحت بلدى و يقضون يومهم فى التنقل بين " فرايدايز " و " تشيلز " و " سيلانترو " ولا يشاهدون السينما ال فى " سيتى ستارز " لان التذكرة هناك بخمسة و عشرين جنيها ,, و مراحل تعلميهم كانت جميعاً فى اى مدرسة او جامعة ينتهى اسمها بـ " كولدج " او "سى " و لهم وظيفة مضمونة فور تخرجهم فى بنك امريكى او اوربى او فى شركة متعددة الجنسيات ,
صحيح ان نسبة هؤلاء لا تمثل سوى 5% على الاكثر من المصرين لكن بصراحة شديدة من حقهم جداً ان يعيشوا حياتهم و يستمتعوا بها على طريقتهم و ليس على طريقة الـ 95% الباقين ، لكن فى نفس الوقت عليهم ان يحترموا مشاعر هؤلاء الذين يعيشون فى نجوع و قرى و احياء مصر الشعبية المحروسة و هم محرمون اساسا من الصرف الصحى " اكثر من 90% من قرى مصر لاتزال تعمل بنظام الكشح و النضح ـ ولا مؤاخذة ـ وصرف المخلفات فى الترع و فروع النيل و ان يراعو احاسيس ناس و بشر بيحسو والله مثل اهالى قرية برج البرلس الذين فاض بهم الكيل بعد ان انقطعت مياه الشرب عنهم لاكثر من ثلاثة اشهر كاملة دون ان يعبرهم مسؤل واحد فخرجوا ليقطعوا الطريق الدولى محتجزين المسافرين حتى عاد سرسوب المياه متقطعاً متذبذبا ,
لا مانع على الاطلاق ان تستقبل زوجة الـ 5% زوجها العائد من السفر بحمام سباحة ـ ان شاء الله يا اخى حتى تقابله بفرقة حسب الله او بفريق " واما " واحنا مالنا ـ ، ولا مانع على الاطلاق من انا تروج شركات حمام السباحة لما تقوم به من اعمال مميزة ,, لكن كل فنون الاعلام و الدعايا تقول بان لكل اعلان شريحة مستهدفة ,, و ناس حمامت السباحة دول اكيد مش ساكنين فى كفر البطيخ او الوراق او عزبة الهجانة او كوم العرب ,, القصد بان لهم تجمعاتهم الخاصة بهم و عالمهم المغلق عليهم الذى فى نفس الوقت سهل اختراقه و الدخول اليه لاصحاب شركات حمامات السباحة و ما شابه ,, يبقى ليه يكون بهذا الشكل المكثف و الملح و كانه يريد استفزاز الناس لا الترويج لسلعة ذات خصوصية معينة ؟!
ثم اذا كان للبعض ان يفهم انه لما يكون مزنوقا ـ فى هدية يقدمها لمن يحب ـ فعليه ان يعمل حماما ـ للسباحة ـ فما الذى يمكن ان يفعله اذن مع الاخرين ـ و هم اغلبية ـ سيفهمون الاعلان على طريقتهم الخاصة ، و لما يكون احد منهم مزنوقا ـ بحق و حقيق هذه المرة ـ فهيعمل حمام برضه ,, لكن من غير سباحة !

Wednesday, July 09, 2008

مانجو

مانجو
بقلم الكاتب محمد هشام عبيه
قبل تلك الواقعة بيومين قابلت رجلاً صعيدياً فى الشارع بالقرب من عملى يحمل قفصاً فيه ثمار المانجو تبدو من خضارها الفاقع انه مقطوعة للتو من شجرها , و لما كنا لانزال فى اوائل شهر يونيو حيث لا مانجو فى هذا التوقيت ابداً , قلت لعلها تهيؤات لعلها فاكهة اخرى تأخذ شكل المانجو و هى ليست كذلك على سبيل التمويه يعنى ! و الشاهد انى فعلت ذلك حتى اوفر على نفسى الفلوس التى سادفها فى المانجو التى اضعها باقتدار و تبجيل و توفير فى قائمتى لـ" ذا بيست فروتس " ,, و عدى الغراء و الحمد لله ,, لكنها ثمرة خبيثة فيما يبدو ,, اذا فوجئت بها تستقبلنى بنفس الخضار المغرى الجذاب فى قرية لا اتذكر اسمها ـ من حسن حظ اهلها طبعا! ـ بالقرب من أجا و انا فى طرقى الاسبوعى من القاهرة لشربين ,, كان الاغراء يصعب مقاومته هذه المرة ,, و قلت لنفسى " طالما طلعت لك كدة مرتين فى يومين بس يبقى لازام تشترى ,, وطالما كانت موجودة فى القاهرة و اجا فى وقت واحد يبقى اكيد الموسم بتاعها اتغير و بقى بيجى فى اول يونيو ,, اشمعنا دى يعنى الى مش هتتغير ميعادها ,, ما البلد كلها ماشية كدة ,, و انا نفسى مواعيدى مش مظبوطة
صحيح مش معقولة اعطى ميعاد لحد فى شهر يوليو وفآجى له فى شهر يونيو ,, بس معلش يا اخى ,, دى مانجو"
اركن السيارة بجوار محل الفاكهة التى تجلس فيه السيدتان ظلت احداهما على وضعها تخرط قشر البطيخ بدقة شدية لتعد وجبة دسمة لبط ملظلظ يتحرك بجوارها فى نشاط , بينما قامت الثانية من مرقدها و هى تقول لى: "أوامرك يا استاذ" ,, اقول لها مقاوما النظر الى المانجو حتى لاأقع تحت تأثيرها الأخاد:
"عاوز 2 كيلو خوخ" ,,
ثم و هى تزنه اقترب كالمفتون اتجاه المانجو و أمسك احداها "حلوة خالص ,, شكلها يجنن الصراحة " , تنتبه الى خطواتى المجنونة هذه التى لايمكن ان تفوت هكذا على اى بائع محترف لتبادرنى قائلة: " مانجة عسل ,, لسه جاية من الإسماعلية " .
اسماعلية!,, خلاص كدة اعلنت استسلامى و انهارت كل سدود مقاومتى ,, قلت لها:
" و بكام الكيلو"
قالت بابتسامة تحمل معنى " شكلك هيبقى و حش اوى لو سألت على السعر و ماشترتش": " 15 جنيه ,, اوزن لك كام "؟
افزعنى الرقم لدرجة انى وضعت ثمرة المانجو التى امسكتها بجوار شقيقتها فى سرعة و كأنها تحولت الى ثعبان سام قبل انا تنقح على كرامتى و برستيجى الذى يصنعه لى سيارتى الـ 128 عارف انت البرستيج بتاع الـ 128 ده!ـ بالاضافة انى تصورت دخلتى على اسرتى بمانجو بمنتصف شهر يونيو " لأ حركة روشة برضه" ، فاقول لها القرار الذى لا اعرف كيف واتتنى الجرأة لأتفوه به:
طب اوزنى لى كيلو و نص,,
ثم لأريح ضميرى المتشكك و جيبى الذى اسمعه يغنى ظلموه
اسالها:
"بس حلوة فعلاً ؟"
تؤكد فى ثقة و هى تضع المانجو فوق الميزان:
"عسل",,
***
كنا قد انتهينا من تناول طعام الغذاء حينما قلت لهم فى لهجة من يلقى مفاجأة " يلا بقى عشان ناكل المانجة,," و عندما رأيت ملامح الاندهاش على وجوههم ، قلت انزل بالتقيلة بقى " ايوة اصل انا اشتريت مانجة "
و لما لم اجد تأثيرا كبيراً عليهم ، قمت من مكانى و احضرت حبات المانجو الخضراء اللامعة ـ خليك فاكر ـ
و دعوت الجميع الى ان يبدأ الحفل ,
ولانى من اشتراها بفلوسه فكان لابد انا يتنازل الجميع عن الشرف و يجعلونى اختار اكبر ثمرة حجماً ، احضرت السكينة البرازيلية الاصيلة و اخذت وضع " من ياكلون المانجة " ، و برفق اخذت اقطع الثمرة حتى فوجئت بان السكينة قطعتها الى نصفين متساويين دون انا اشعر بانى مررت على النواة التى تحتل عادة مكانها فى منتص المنجاية ,, اقول لنفسى لعلها نوع جديد مستحدث بلا بذر او نواة تيسيراً على المواطنين ,, لكن هل يشمل العرض ايضا ان يكون لونها من الداخل ابيض و هى التى كانت منذ انا ظهرت للوجود تتمتع بلون اصفر محبب ؟ ثم اكتشف الحقيقة المفزعة القاتلة ,,
هناك نواة فعلاً لكنها لم تنضج بعد لهذا مر فيها السكين بهذه السهولة الخارقة ,, و لونها من الداخل اصفر فعلا لكن هذا ما سيحدث بعد ما يزيد عن شهر ان شاء الله ـ ربنا يديك و يدينا طولة العمر ـ
حينما تستوى على الآخر و تصبح ثمرة مانجو بحق و حقيق تخرجت من الجامعة و ليست كما هى الان ثمرة مانجو هزيلة لا تزال فى " كى جى تو "
ــ " طب يا جماعة ما جايز المنجاية دى بس الى عاملة مخالفة كدة و الباقى زى الفل ان شاء الله "
- نجرب ,,
- احم ,, كلهم كده ,, ها ها ها ها ,, دى حاجة لطيفة فعلاً,,
ثم يدور الحوار الراقى:
- " و هو فى حد اهبل برضه يشترى مانجة فى يونيو ؟ "
- " امال عارضينها للبيع ليه بس فى المحلات "
- " عشان الهبل الى زيك يشتروها "
- " بس غريبة انا مشفتش عليها يافطة انها معروضة للمجانين بس "
- " هتلاقيها موجودة بس مستخبية ,, و بكام الكيلو منها على كدة ؟"
- " احم ,, لأ مش غالى ,, سبعة جنيه بس "
- " طب كويس انها جت على قد كدة "
- " آه الحمد لله ,, بس لما اشوفها بس ,, دى قالت عسل يا استاذ عسل " ,,
- " هى مين دى ؟ "
- " لأمافيش ,, بس الخوخ حلو بقى ,, صح ؟ "

****
لست من هواة تحميل الامور اكثر مما تحتمل ,, بس اموت و اعرف السر الذى جعل سيدة المانجو تخدعنى و تؤكد لى بانها عسل يا استاذ عسل ,, طب ليه ,, ما الذى ستسفيده يعنى ,, و لماذا يشعر بعض او كثير من المصرين بالسعادة لما يخدعوا اقرانهم ,, و السؤال الاهم ، هى المانجة - الى فيها نواة و لونها اصفر من جوه - بتطلع امتى ؟؟؟؟؟!!

Tuesday, July 08, 2008

اباجورة

اباجورة
من روائع الكاتب محمد هشام عبيه
كان الجو شديد البرودة و مجموع صغيرة من البشر تنتظر المترو الاخير ,, اقترب منى صدقيى ثم نظر على مرمى بصره فلمح نور المترو قادما من المحطة التالية فقال لي: "هو فى المعادى ,, صح؟!" ,, أجبت أن نعم ,, ضحك و قال: "طيب ما تيجى نروح له بدل ما هو يجى لنا !" ضحكت,, وقبل انا أتكلم قال و هو يشير اليها "شايف الاباجورة دى" التفت لاجدها فتاة فى جمال و رقة الزهور و هى تتفتح , تتجاذب اطراف الحديث مع خطيبها -هل كان ذلك فعلاً؟!- ثم يكمل "اباجورة اباجورة ,, يخرب بيت جمالك" ,, وافقته فى رأيه انا معجب بهذا الوصف المبتكر,, "اباجورة" فيما يبدو التشبيه له علاقة بالنور الذى يشع منها ـ,, جاء المترو قفزنا انا و هو و معه كيس ضخم به ملابس ,, جلس فى المقعد المقابل لى ,, ثم قام من مكانه و جلس بجوارى و هو يقول: " ما تخافش انا مش جاى أقعد جنبك ,,أنا جاى اقراء الجرنان الى مع الاستاذ" ,, و فى أريحية مال برقبته على الشخص الجالس بجواره وطفق يتابع معه الجريدة فى هدوء دون ان يظهر من الاخر اى تصرف ينم عن استياء أو ضيق و كأن كلا منهما معتاد على هذا الامر تماما ,, سألنى فجأة: "أمال الاباجورة فين؟ الظاهر ركبت عربية تانية ,, آه حظ, ,, تعرف انا مديرتى فى الشغل حاجة تخوف ,, نفسى أسألها مرة مين الى رضى يتجوزها" ,, ضحكت ثانية و انا اتسائل عن هذه الروح المرحة و كل هذا الانطلاق دون سابق معرفة ,, ثم و قد لمح خبراً فى الجريدة عن الزمالك ضحك فى سخرية و هو يقول:"خسر النهاردة تلاتة ,,فضيحة,, لكن الاهلى فاز اتنين ,, طبعاً ـاحناـ ماشيين كويس جدا" ,, أمنت على كلامه دون انا اجازف و اقول له بانى اشجع الزمالك , بل وصل بى الحماس مبلغه و انا اقول له"هو فى حد يقدر يقف قصاد الاهلى؟!" ,, و انا اتطلع اليه خمنت انه فى اواخر العشرينيات و قبل انا اظن انه نسى انه جالس بجوارى سألنى فجأة: "هو الاستاذ بيشتغل ايه ؟" ,, قلت له مرتبكا: "يعنى ,, صحفى كدة على صغير " ,, رد فى سرعة"يا سيدى ربنا يكرمك و تبقى صحفى كبير زى ابراهيم نافع " كدت اقول له : " و النبى شوف لنا دعوة تانية" ثم آثرت الصمت ,, هم بالحديث ثانية لولا انا لمح الفتاة و قد نزلت فى احدى المحطات ,, فهتف قائلا : "أهى الاباجورة نزلت يا عم ,, حظ بقى ,, أنا نازل المحطة الجاية " ,,ابتسم لى ,, ثم وقف على بابا عربة المترو ,, و نزل سريعا عندما جائت محطته ,, غاب عن نظرى ,, و جلست انا وحدى مفتقدا شيئا ما , افكر فى تلقائيته الغريبة ,, و فى الاباجورة التى جمعت بيننا।